كان لي صديق في ما مضى
كان لي عزيز في ما سبق
والان قد أبى الا ان يرحل
ابتعد وذهب
ذهب بعيدا
لم اره منذ مدة
قررت ان اجتاز الطريق
واعبر سكة النسيان
وان يكون هذا القطار هو وسيلتي لاخر محطة لي
وعبرت الطريق
كم كان شاق وبعيد
كم كان مرهق وشديد
وفي اثناء الطريق ..
اجتاحتني العديد من لحظات التردد
وكان كثيرا من الذكريات لي صديق
ومضيت الطريق بعزم على عدم تذكر الماضي
وان يكون المحطة المقبلة نهاية الطريق
حملت العزم على اكمال المسير
كل يوم كنت اتابع فيه الطريق
كنت ارى شريط من البوم حياتي يختفي
كل مسافة اقطعها نحو المحطة المقبلة
كنت انهي يوم امضيناه مع بعضنا
كلما اكملت المسير فاني ارمي تلك الذكريات بعيدا
واقتربت من مبتغاي
لم يتبقى الكثير والبوم حياتنا وتلك الاشرطة التي حملتها في عقلي وقلبي
استنفذتها كلها...
لم يتبق منها شي
لم يتبق سوى بضع خطوات
وقفت مكاني
لادرك حقيقة اني مع انهاء المسير
وتجاوز قطع الحديد التي في السكة
فاني سأذهب الى حياة اخرى
تلك المحطة ستمثل حياة اخرى
حياة من دونه
من دونه الى جانبي وفي فكري
انا الان قاربت على ان امحو كل ماضينا الجميل
ذكرياتنا المؤلمة والجميلة
تلك التي عاهدت نفسي على حفرها في زوايا قلبي
ماذا ...لم خيانة العهد؟
ادركت..ادركت وبعد فوات الاوان ..
اني احاول ان امحو سعادة حياتي
وردة متفتحة عطرت آمالي
ادركت اني احاول ان اقتل احلامي
عندما قررت قتل كل ذكرياتنا
ووصلت المحطة
بعد كل تلك الطريق التي قطعتها
لاول مرة اردت بعد ذاك العزم على النسيان
اردت ان اقف مكانب حتى لا اضيع ما تبقى في جعبتي من تلك الذكريات
ولكن لا منفذ
فقد وصلت لما اريد ,.. وصلت وبعد عناء شديد
على محو الماضي
ولكن ادركت الحقيقة
ان الحاضر والمستقبل لا يبنى الا من ذكريات الماضي واحلام الحاضر
لم يتبقى معي الان الا عدة صور من ذكرياتنا الماضية
كانت على استعداد لاطلاق العنان لنفسها
ولكن قررت ان ابقيها رهينة
لاني لم ارد ان ابني حاضري من فراغ
واجعل من عمري السابق هباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق